وسمي
أباالخيل بهذا الاسم في مطلع القرن العاشر الهجري حيث
يذكر الرواة أن طائفة من قبيلة عنزة المعروفة كانت تقطن
القصيم وبعض الأراضي الواقعة غربها كعقلة الصقور ودخنة
وغيرها ، وكان أحد رجالها واسمه حمد بن نجيد بن يعيش
من بطن المصاليخ قد استوطن في بلدة النبهانية في القرن
العاشر الهجري ( ما بين 901 – 1000هـ ) فبناء قصرا،
وحفر بئرا، وأنشأ مزرعة . وقد كان له من الأولاد ستة
أكبرهم محمد . ويبدو أن قبيلة عنزة – وفيهم المصاليخ
الذي ينتمي إليهم نجيد أجبرتها الظروف على النزوح نحو
الشمال، فتركت منطقة القصيم وما حولها . وهنا بقي حمد
بن نجيد في قصره ومزرعته في النبهانية، فامتدت قبيلة
حرب المعروفة من الحجاز إلى منطقة القصيم، فصارت جماعات
من هذه القبيلة تؤذيه وتعتدي على ملكه وأمواله، بل أخذوا
عليه ما يسمى ب ( الخاوة ). وفي إحدى السنوات ظهر الدبا
( الجراد ) في نجد، فسمع حمد بن نجيد كغيره من الناس
بأن الدبا قدم من الشمال، فخرج ذات صباح هو وأولاده
الستة إلى الوادي القريب من مزرعتهم ليقوموا بحفر حفر
وخنادق صغيرة للحيلولة دون وصول الدبا إليهم كما هي
عادة المزارعين في مثل هذه الحالة. بيد أنه عاد هو وأولاده
في آخر النهار وقد تضايقوا، لأنهم لم يعملوا شيئا يذكر
من الحفر لصلابة أرض الوادي، فلما وصلوا إلى قصرهم وجدوا
في فنائه آثار ناقة من أبلهم مذبوحة ، فسأل حمد بن نجيد
خادم القصر عن ذلك ، فخبره أن أربعة من البدو أخذوا
واحدة من الأبل وذبحوها وألزموه أن يأخذ منها لحما ويعطيه
أهل البيت ليصنعوا لهم عشاء منه ، وأنه نفذ ما طلبوا
منه . فبدا الغضب على حمد بن نجيد فسأل الخادم عن أؤلئك
البدو أين ذهبوا فخبره أنهم في المجلس ينتظرون العشاء
. ثم قال له : ( عساك ما قهويتهم )، فرد عليه: لا .
فعند ذلك دخل عليهم وتظاهر بالترحيب بهم، وكان يردد
: الله يحييكم ، الله يحييكم ، الله يحييكم . ثم قال
: أشغلنا الدبا ولاحصل نأتي لكم بقهوة . فقال أحدهم
: نحن والدبا فرقين .( أي قسمين ) ، والكل منا ما يصير
معذور . ثم أعتذر إليهم بأنه لايملك قهوة الآن . فلما
نضج الطعام قال لأنبائه : تريدون أن نقتلهم قبل العشاء
أو عند تقديمه إليهم ، فقالوا : بل نقتلهم عند تقديمه
أليهم . فوضع الطعام بين أيديهم ، وبينما كان هؤلاء
البدو ينتظرون الإذن لهم بالأكل جرد الأبناء سيوفهم
وسلطوها على رؤوس هؤلاء المعتدين وقتلوهم عن آخرهم ،
ثم ألقوهم في البئر الذي سمي فيما بعد ب ( خنيزان )
لشدة نتنه من رائحة جثثهم . وفي الليلة نفسها أمر حمد
أبناؤه وأهله بحمل أمتعتهم وأموالهم والرحيل عن مسكنه
في النبهانية ، ثم ساروا وتوجهوا نحو عنيزة ، ونزلوا
بها . ومن الغد رأى الأبن الأكبر محمد أن يذهب إلى قصرهم
ومزرعتهم ليرى حالها بعد رحيلهم عنها ، وفي الصباح وقف
عند الزرع فإذا بخيل حرب قد سرحت عليه ، فخاف منهم واختفى
بالزرع ، حيث توقع أنهم علموا بقتل إخوانهم . وبينما
هو كذلك إذ اقترب فرس منه ، وصارت تأكل من الزرع التى
فوق رأسه ، فقفز عليها وركبها وسار بها مسرعا إلى عنيزة،
فلحقت بها بنتين لها أحدهما دون السعاف والأخرى صغيرة
ذات ثلاثة أو أربعة أشهر، ثم لحق بها الباقي ودخل عنيزة
ومعه هذه الخيل، فلقبه أهلها ب ( أبا الخيل ). أذن فمحمد
بن حمد بن نجيد بن يعيش هو أبا الخيل. أما باقي إخوته
فصاروا أجداد أبناء العم من الأسر التالية: الرميح،
والصقير، والقرعاوي، والزبن، والنجيدي.
لمزيد
من المعلومات >>>
(ملاحظة: ربما لا نتفق مع كاتب هذة المعلومات
في كل ماذكر )